أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة بعنوان : مراحل بناء الشخصية في السنة النبوية ، للدكتور محمد حرز

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : مراحل بناء الشخصية في السنة النبوية، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 25 ربيع أول 1444هـ ، الموافق 21 أكتوبر 2022م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 21 أكتوبر 2022م بصيغة word بعنوان : مراحل بناء الشخصية في السنة النبوية ، للدكتور محمد حرز.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 21 أكتوبر 2022م بصيغة pdf بعنوان : مراحل بناء الشخصية في السنة النبوية ، للدكتور محمد حرز.

 

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 21 أكتوبر 2022م بعنوان : مراحل بناء الشخصية في السنة النبوية.

 

أولًا: الدينُ والإنسانُ.                   

ثانيًا: أسسُ بناءِ الشخصيةِ المسلمةِ.

ثالثًا وأخيرًا: واقعٌ مريرٌ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 21 أكتوبر 2022م  بعنوان : مراحل بناء الشخصية في السنة النبوية : كما يلي:

 

خطبةُ الجمعةِ القادمةِ: مراحلُ بناءِ الشخصيةِ في السنةِ النبويةِ    د.محمد حرز بتاريخ: 25ربيع الأول  1444هــ – 21أكتوبر 2022م

الحمدُ لله خلقَ الإنسانَ، علمَهُ البيانَ، الحمدُ للهِ القائلِ في مُحكمِ التنزيلِ﴿ بَلِ الإنسان على نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ  وَلَوْ ألقى مَعَاذِيرَهُ ﴾القيامة 14-15 ،وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه، وَأشهدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ القائلُ كما في صحيحِ مسلمٍ مِن حديثِ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ ،قَالَ رَسُولُ اللَّهِ « الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجِزْ((،فاللهم صلِّ وسلمْ وزدْ وباركْ على النبيِّ المختارِ وعلى آلِهِ وأصحابهِ الأطهارِ الأخيارِ وسلم تسليمًا كثيرا إلى يومِ الدينِ. أمَّا بعدُ ….. فأوصيكُم ونفسِي أيٌّها الأخيارُ بتقوى العزيزِ الغفارِ { وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ.} ) الْبَقَرَةِ: 281)

عبادَ الله: ((مراحلُ بناءِ الشخصيةِ في السنةِ النبويةِ)) عنوانُ وزارتِنَا وعنوانُ خطبتِنَا

عناصرُ اللقاء:

أولًا: الدينُ والإنسانُ.                   

ثانيًا: أسسُ بناءِ الشخصيةِ المسلمةِ.

ثالثًا وأخيرًا: واقعٌ مريرٌ.

 

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : مراحل بناء الشخصية في السنة النبوية

أولًا: الدينُ والإنسانُ.                   

أيُّها السادة: لقد كرّمَ اللهُ الإنسانَ تكريمًا كبيرًا خلقَهُ بيدهِ، ونفخَ فيهِ مِن رُوحِه، وأسجدَ لهُ ملائكتَهُ ،وسخرَ له ما فِي السمواتِ وما في الأرضِ جميعًا منه، وصورَهُ فأحسنَ تصويرَهُ فتباركَ اللهُ أحسنُ الخالقين ،فقالَ جلَّ وعلا{ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا}سورة  الإسراء70.

لذا اعتنَي الإسلامُ بالإنسانِ وببناءِ شخصيتهِ وبمراحلِ تكوينهِ اهتمامًا كبيرًا مِن حيثُ الرعايةِ والبناءِ ومِن حيثُ حرمةِ الاعتداءِ عليهِ وكيف لا ؟ ولقد اهتمَّ الدينُ بالإنسانِ منذُ طفولتهِ حيثُ أقسمَ اللهُ جلَّ وعلا بالطفولةِ في كتابهِ العزيزِ فقالَ جلَّ وعلا ﴿ لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ * وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ البلد: 1 – 3، وذلك لأنّ الطفولةَ هي أولُ مرحلةٍ في حياةِ الإنسانِ فقد خصَّها الإسلامُ بكمٍّ هائلٍ مِن التوجيهاتِ والإرشاداتِ ليكونَ البناءُ متينًا وقويًّا لاحقًا. واهتمَّ الدينُ بالشبابِ اهتمامًا كبيرًا فعن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رضي اللهُ عنه قال كنا مع النبيِّ شبابًا لا نجدُ شيئًا، فقالَ لنا رسولُ اللهِ (يا معشرَ الشباب ، مَن استطاع َالباءةَ فليتزوج ، فإنَّه أغضُّ للبصرِ وأحصنُ للفرجِ، ومَن لم يستطعْ فعليهِ بالصومِ، فإنَّه لهُ وجاء (متفقٌ عليه، واهتمَّ الدينُ بالشيخوخةِ فجعلَهَا مرحلةَ تكريمٍ وعنايةّ خاصة، وأوصَى بالرعايةِ والتوقيرِ لهم، وخاصةً الولدان، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ قال رَغِمَ أنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُهُ قيلَ: مَنْ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: مَن أدْرَكَ والِدَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ، أحَدَهُما، أوْ كِلَيْهِما، ثُمَّ لَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ)) رواه مسلم

ومِن عنايةِ الدينِ بالإنسانِ حرَّم الاعتداءَ عليهِ ولو بالكلمةِ وكيف لا؟ فحرَّمَ السبَّ واللعنَ فعن ابنِ مسعودٍ عَنْ النَّبِيِّ قَالَ ليس المؤمنُ بطَعَّانٍ، ولا بلَعَّانٍ، ولا الفاحشِ البَذيءِ))(رواه الترمذي وأحمد)، وعن ابن مسعود عَنْ النَّبِيِّ قَالَ سِبابُ المسلمِ فسوقٌ وقتالُه كفرٌ وحُرمةُ مالِه كَحرمةِ دمِهِ))(متفق عليه) لذا كانت حقيقةُ المسلمِ تظهرُ أولَ ما تظهرُ في لسانهِ كما فى البخارِي ومسلمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ قَالَ الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ) وحرَّمَ الإسلامُ قتلَهُ فإذا جاءَ كائنٌ مَن كان ليهدمَ هذا البنيانَ ويقتلَ إنسانًا ويريقَ دمًا فكأنَّما اعتدي على اختصاصِ اللهِ وتحدّي إرادَتَهُ سبحانَه الذي يقولُ عنهَا (إنما أمره إذَا أرَادَ شَيْئا أنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُون) سورة  يس 82، بل اعتبرً مجردَ الإشارةِ بالسلاحِ إلى إنسانٍ بسلاحٍ أو بحديدةٍ عملًا محرمًا يأثمُ فاعلُهُ؛ فعن أبي هريرةَ يقولُ: قال أبو القاسمِ : ((مَن أشارَ إلى أخِيهِ بحَدِيدَةٍ، فإنَّ المَلائِكَةَ تَلْعَنُهُ، حتَّى يَدَعَهُ، وإنْ كانَ أخاهُ لأَبِيهِ وأُمِّهِ))، [مسلم]، وفي لفظٍ: قال لَا يُشِيرُ أَحَدُكُمْ عَلَى أَخِيهِ بِالسِّلَاحِ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي لَعَلَّ الشَّيْطَانَ يَنْزِعُ فِي يَدِهِ فَيَقَعُ فِي حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ))متفق عليهوجعلَ زوالَ الكعبةِ أيسرَ مِن سفكِ دمٍ مسلمٍ بغيرِ حقٍّ؛ فعن عبدِاللهِ بنِ عمرَـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ ، قال: ((رأيتُ رسولَ اللَّهِ يطوفُ بالكَعبةِ ويقولُ ما أطيبَكِ وأطيبَ ريحَكِ ما أعظمَكِ وأعظمَ حرمتَكِ والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيدِهِ لَحُرمةُ المؤمنِ أعظَمُ عندَ اللَّهِ حرمةً منْكِ مالِهِ ودمِهِ وأن نظنَّ بِهِ إلَّا خيرًا)) رواه ابن ماجه.

أيُّها السادةُ: إنَّ أهمَّ ما حرصَ عليه الدينُ في تعاليمهِ وتشريعاتهِ هو بناءُ الشخصيةِ المستقلةِ للمسلمِ، فالمسلمُ ينبغِي أنْ يكونَ هو رائدُ الطريقِ، وقائدُ السبيلِ ، لا تذوبُ شخصيتُهُ في الآخرين، وإنّما هم الذين يذوبون فيه، ينبغي أنْ يكونَ متبوعًا لا تابعًا ، وقائدًا لا مقودًا؛ لأنَّ معه الحقَّ والهدَى واليقينَ، معه الحقُّ الذي تحتاجهُ البشريةُ في مسيرِها ، معه الهدَى الذي ينقذُهَا مِن ضلالاتِ الأفكارِ ومتاهاتِ العقولِ، معه اليقينُ الذي يخلصُهَا مِن شبهاتِ الشكوكِ، وأوهامِ الظنونِ. لذا حرصَ الإسلامُ في كثيرٍ مِن تشريعاتهِ على تحقيقِ الاستقلاليةِ في شخصيةِ المسلمِ فكلُّ إنسانٍ مسئولٌ عن أعمالهِ، وأنَّه سيحاسبُ على ما اقترفتهُ يداهُ، وجنتهُ جوارحهُ، قال جلَّ وعلا (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) المدثر 38 ، وأنَّ كلَّ إنسانٍ سيحملُ وزرَ نفسهِ ولن يحملَ أحدٌ عنهُ وزرَهُ ، أو يُسألَ عن عملهِ حتى ولو كان قريبًا له، قالَ جلَّ وعلا (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى) فاطر 18، وأنَّ علاقاتِ النسبِ وروابطَ القربَى لا قيمةَ لها يومَ القيامة ، وأنَّها لا تغنِي عن صاحبِهَا شيئًا ، قال جلَّ وعلا (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ ) المؤمنون 101، وأنَّ كلَّ واحدٍ سيقفُ أمامَ ربِّهِ وحدَهُ، وسيحاسبُ وحدهُ، فلا حميمٌ يشفعُ لهُ،  ولا صديقٌ يُطاعُ مِن أجلهِ ، قال جلَّ وعلا  {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا}مريم 93-95  أرادَ الدينُ أنْ يبنيَ شخصيةَ الإنسانِ ليكونَ عبدًا للهِ وحدَهُ، ((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ))  الذاريات: 56،   أرادَ الدينُ أنْ يبنيَ الشخصيةَ المسلمةَ المتوازِنةَ التي تُعطِي كلَّ ذي حقٍّ حقَّهُ، فهذا عبدُ اللهِ بنُ عمروٍ رضي اللهُ عنهما قال دَخَلَ عَلَيَّ رَسولُ اللَّهِ فَقالَ: ألَمْ أُخْبَرْ أنَّكَ تَقُومُ اللَّيْلَ وتَصُومُ النَّهَارَ قُلتُ: بَلَى، قالَ: فلا تَفْعَلْ، قُمْ ونَمْ، وصُمْ وأَفْطِرْ، فإنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا،وإنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وإنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وإنَّ لِزوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا)رواه البخاري. أرادَ الدينُ أنْ يكونَ المرءُ عضوًا فاعلًا في مجتمعهِ، بالتواصلِ مع القرابةِ وصلةِ الأرحامِ إلى الإحسانِ إلى الجارِ وتحريمِ أذيتهِ، وقد أمرَ اللهُ المجتمعَ كلَّهُ بالتعاونِ على ما فيهِ خيرُ الفردِ والأمةِ، فقالَ تعالى: ((وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ))المائدة: 2، أرادَ الدينُ أنْ يبنيَ شخصيةً صابرةً صامدةً في الشدائدِ والكروباتِ كما في صحيحِ مسلمٍ مِن حديثِ صُهيبٍ الرومي رضى اللهُ عنه قال قال رسولُ اللهِ ((عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له)) أرادَ الدينُ أنْ يبنيَ الشخصيةَ المسلمةَ قبلَ الزواجِ في اختيارِ الزوجةِ المسلمةِ التقيةِ النقيةِ التي تُربِّي جيلًا صالحًا ففي صحيحِ مسلمٍ مِن حديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ قَالَ تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ(  

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : مراحل بناء الشخصية في السنة النبوية

ثانيًا: أسسُ بناءِ الشخصيةِ المسلمةِ.

أيُّها السادةُ: هناك أسسٌ وضعهَا الإسلامُ ونبيُّ الإسلامِ لبناءِ الشخصيةِ المسلمةِ كما أرادَهَا اللهُ جلَّ وعلا مِن هذه الأسسِ على سبيلِ المثالِ لا الحصر :

أولُها اختيارُ الأسوةِ الحسنةِ: فالأسوةُ الحسنةُ: هي الاقتداءُ بأهلِ الخيرِ والفضلِ والصلاحِ، في كلِّ ما يتعلقُ بمعالِي الأمورِ وفضائلِها، فالمسلمُ الحقيقيُّ ليس أسوتُهُ اللاعبين واللاعبات والفنانين والفنانات ولا المثلين والممثلات ولا الساقطين والساقطات إنَّما أسوتُهُ النبيُّ المختارُ والصحابةُ الأخيارُ والصالحون الأبرارُ بنصٍّ مِن عندِ اللهِ { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )) الأحزاب21. لذا أوصَى أحدُ السلفِ معلمَ ولدهِ قائلا:ليكن أولُ إصلاحِكَ لولدِي إصلاحكَ لنفسِك؛ فإنَّ عيونَهُم معقودةٌ بعينِك، فالحسنُ عندهُم ما صنعتَ، والقبيحُ عندهُم ما تركتَ).

ومِن أسسِ بناءِ الشخصيةِ المسلمةِ: التربيةُ على العقيدةِ الصحيحةِ التي جاءَ بها القرآنُ والسنةُ الشريفةُ المطهرةُ، لذا نري الرسولَ يعطينَا دروسًا في العقيدةِ السليمةِ والتوحيدِ الخالصِ على يدِ  ابنِ عباسٍ رضي اللهُ عنه لبناءِ الشخصيةِ منذُ الصغرِ على العقيدةِ الخالصةِ للهِ فقال يَا غُلَامُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ) رواه الترمذي.

ومن أسسِ بناءِ الشخصيةِ المسلمةِ: العلمُ  لذا كان مِن دعائهِ إذا أصبحَ قال((اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبًا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا(( رواه ابن ماجه.

وللهِ درُّ القائلِ:  

فَمَنْ لَمْ يَذُقْ مُرَّ التَّعَلُّمِ سَاعَةً *** تَجَرَّعَ ذُلَّ الجَهْلِ طُولَ حَيَاتِهِ
ومَنْ فاتَهُ التَّعْليمُ حالَ شَبابِهِ *** فَكَبِّرْ عليْهِ أرْبَعًا لوَفاتِهِ

فبالعلمِ تُبنَى الشخصياتُ وتُبنَى الأمجادُ، وتُشَيَّدُ الحضاراتُ، وتَسُودُ الشعوبُ, وتقلُّ الأمراضُ والأوبئةّ، فالعلمُ هوَ الركيزةُ العظمَى لبناءِ الإنسانِ ولبناءِ أيِّ نهضةٍ في قديمِ التاريخِ وحاضرِه، وحيثُ كانت النهضةُ كانَ التعليمُ، وحيثُ كانَ التعليمُ كانت النهضةُ، وللهِ درُّ أحمد شوقي:

العلمُ يبنِي بيوتًا لا عمادَ لهـا***والجهلُ يهدمُ بيوتَ العزِّ والشرفِ

فبناءُ الشخصيةِ المسلمةِ بالعلمِ الذي يكشفُ له طريقَ الحقِّ والخيرِ وينيرُ مسالكَ الحياةِ فيمضِي فيها على هدى، فتتميزُ شخصيتُهُ عن غيرهِ بالفكرِ والعلمِ المفيدِ، وللهِ درُّ عليٍّ بنِ أبي طالبٍ رضي اللهُ عنه وأرضاهُ

مَا الفَخْرُ إلّا لأَهلِ العِلمِ إنَّهُمُ ***على الهُدَى لِمَن اسْتَهْدَى أَدِلاَّءُ

وقَدْرُ كُلِّ امرِئٍ مَا كان يُحْسِنُهُ****والجَاهِلُون لأَهلِ العِلمِ أَعدَاءُ

فَفُزْ بِعِلْمٍ تِعِش حَيًّا بِه أَبَدا***النَّاسُ مَوتى وأَهلُ العِلمِ أَحْيَاءُ

ومِن أسسِ بناءِ الشخصيةِ المسلمةِ: العملُ، ويُعدُّ العملُ مِن الأسسِ الهامةِ في بناءِ شخصيةِ المسلمِ، فالمسلمُ العاملُ لهُ في الحياةِ أهميتُهُ مهمَا كان عملهُ مادامَ عملًا شريفًا وما دامَ كسبهُ حلالًا فهو يشاركُ في عمارةِ الحياةِ وازدهارِهَا ويعملُ على دفعِهَا إلى الإمامِ.وتنهضُ شخصيةُ المسلمِ على أساسِ العملِ بإتقانهِ لهُ، أخرويًّا كان أو دنيويًّا، والعملُ مقصدٌ مِن مقاصدِ خلقِ الإنسانِ، وغايةٌ مِن أعظمِ الغاياتِ لبقائِنَا، وهدفٌ مِن أعظمِ الأهدافِ لوجودِنَا في أرضِنَا قال جلَّ وعلا:((هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا(((هود: 61 وصدقَ النبيُّ إذْ يقولُ: إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ إذا عمِلَ أحدُكمْ عملًا أنْ يُتقِنَهُ(( رواه الطبراني.

 ومِن أهمِّ أسسِ بناءِ الشخصيةِ المسلمةِ: اختيارُ الصاحبِ، فالصاحبُ ساحبٌ، والصديقُ قبلَ الطريقِ، فالصاحبُ يضرُّ بصاحبهِ يا شباب، كما قالَ نبيُّنًا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِطُ وَقَالَ مُؤَمَّلٌ مَنْ يُخَالِل ) (أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه وأحمد والحاكم وصححه)، فكم مِن صديقٍ قادَ صاحبَهُ إلى القرآنِ؟ وكم مِن صديقٍ قادَ صاحبَهُ إلى الغناءِ؟ فكم مِن صديقٍ قادَ صاحبَهُ إلى الصلاةِ؟ وكم مِن صديقٍ قادَ صاحبَهُ إلى التدخينِ؟ وصدقَ ربُّنَا إذ يقولُ (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا (28) ) (سورة  الفرقان )، فمِن الناسِ مفاتحٌ للخيرِ مغاليقٌ للشرِّ كما قال نبيُّنَا ففي الصحيحينِ مِن حديثِ أبي مُوسي ـ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ ـ  قال:  قال النبيُّ المختارُ  (مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ فَحَامِلُ الْمِسْكِ إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً وَنَافِخُ الْكِيرِ إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً) وللهِ درُّ القائلِ

عَنِ المَرءِ لا تَسأَلْ وَسَلْ عَن قَرينِهِ * * فَكُلُّ قَرينٍ بِالمُقارِنِ يَقتَدي

ومِن أهمِّ أسسِ بناءِ الشخصيةِ المسلمةِ:التربيةُ على كلِّ خُلقٍ طيبٍ وجميلٍ فبالأخلاق تُبنَى الشخصياتُ ياسادة، وخاصةً ونحن نعيشُ زمانًا انعدمتْ فيه الأخلاقُ بينَ المؤمنين وانتشرَ فيه سوءُ الأخلاقِ بصورةٍ مخزيةٍ ولا حولَ ولا قوةَ إلّا باللهِ، مع أنَّ نبيَّنَا هو نبيُّ الأخلاقِ، ودينُنَا هو دينُ الأخلاقِ، وشريعتُنَا هي شريعةُ الأخلاقِ، وقرآنُنَا هو قرآنُ الأخلاقِ، بل الغايةُ الأسمَى مِن بعثتهِ هي الأخلاقُ فقالَ كما في حديثِ أبي هريرةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ{ بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ } رواه البخاري، فبالأخلاقِ انتشرَ الإسلامُ في كلِّ مكانٍ، ووصلَ إلى بلادِ الأندلسِ وبلادِ ما وراءَ النهرِ، وبالأخلاقِ سادَ المسلمونَ العالمَ، وبالأخلاقِ تُبنًي الحضاراتُ، فالأخلاقُ عنوانُ صلاحِ الأممِ والمجتمعاتِ، ومعيارُ فلاحِ الشعوبِ والأفرادِ.    

إنَّما الأممُ الأخلاقُ ما بقيتْفإنْ همو ذهبتْ أخلاقُهُم ذهبُوا

صلاحُ أمرِكَ للأخلاقِ مرجعهُفقوّمِ النفسَ بالأخلاقِ تستقم

إذا أصيبَ القومُ في أخلاقِهِمفأقمْ عليهم مأتمًا وعويلا

أقولُ قولِي هذا واستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم

 الخطبة الثانية الحمدُ للهِ ولا حمدَ إلّا لهُ وبسمِ اللهِ ولا يُستعانُ إلّا بهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ  …….وبعدُ

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : مراحل بناء الشخصية في السنة النبوية

ثالثًا وأخيرًا: واقعٌ مريرٌ.

أيُّها السادةُ: إنّنَا نعيشُ الآنَ في واقعٍ مريرٍ مؤلمٍ واقعٍ معروفٍ للصغيرِ قبلَ الكبيرِ، ومعروفٍ للقاصِي قبلَ الدانِي، فو اللهِ إنّ العينَ لتدمع وإنّ القلبَ ليحزن وإنّا لِمّا حلّ بالبيوتِ لمحزونون.

واقعٌ مرٌّ ومؤلمٌ لِمَا نراهُ ونشاهدهُ في واقعِنَا الحاضرِ، فَقَدَ شبابُنَا القدوةَ والمثلَ الأعلى وراحَ شبابُنَا إلى تقليدِ الغربِ في ملبسهِ ومأكلهِ ومشربهِ وقصاتِ شعرهِ، انحرافٌ وانحطاطٌ ما بعدَهُ انحرافٌ وانحطاطٌ وتدنِّي في الأخلاقِ والقيمِ !!وصدقَ نبيُّنَا إذْ يقولُ كما في حديثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ قَالَ: لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ) متفق عليه.

والسؤالُ الذي يطرحُ نفسَهُ يا سادة أين دورُ الآباءِ في بناءِ الشخصيةِ المسلمةِ لأولادهِ ؟أين دورُ المدرسةِ والمساجدِ والمعاهدِ والجامعاتِ في بناءِ الشخصياتِ يا سادة؟ فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّه عَنْهمَا ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَالَ : ” أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، فَالْإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى أَهْلِ بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ)) متفق عليه، وفي صحيحِ مسلمٍ مِن حديثِ معقلِ بنِ يسارٍ قال سمعتُ النبيَّ  يَقُولُ:” مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ  إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ“.

فالأسرةُ هي اللبنةُ الأولَى في بناءِ الشخصيةِ إذا صلحتْ صلحَ المجتمعُ كلُّهُ وإذا فسدتْ فسدَ المجتمعُ  كلُّهُ فهي كالقلبِ بالنسبةِ للجسدِ إذا صلحَ القلبُ صلحَ الجسدُ  كلُّهُ، وإذا فسدَ القلبُ فسدَ الجسدُ كلُّهُ، فكذلك الأسرة .

 ومسؤوليةُ الأسرةِ كبيرةٌ وعظيمةٌ تقعُ على عاتقِ الأبوين، بل وما نراهُ الآنَ ونشاهدُه على مواقعِ التواصلِ الاجتماعِي ما هو إلا خرابٌ ودمارٌ لبناءِ شخصيةِ المسلمِ  ولا حولَ ولا قوةَ إلّا باللهِ حيثُ ظهرتْ ظاهرةٌ غربيةٌ غريبةٌ تؤدِّي إلى الهلاكِ والدمارِ والخرابِ والخزيِ والعارِ، ظاهرةٌ سليبةٌ مدمرةٌ للأفرادِ والأسرِ، وهذا دليلٌ على ضعفِ الإيمانِ ودليلٌ على طمعِ النفسِ وغيابِ الوعيِ وضعفِ الوازعِ الدينِي، وعدمِ مراقبةِ المولَى جلَّ وعلا، ودليلٌ على سوءِ الأدبِ والأخلاقِ ولا حولَ ولا قوةَ إلّا باللهِ، ظاهرةُ الروتين اليومِي كما يسميهِ = نساءُ اليوتيوب والتكْ تُوك =خرابٌ وهلاكٌ ودمارٌ وخزيٌ وعارٌ،وظاهرةُ تصويرِ المرأةِ لنفسِهَا وعرضِ المرأةِ لمفاتِنِهَا وتظهرُ بملابسَ ضيقةٍ وشفافةٍ ورُبَّمَا قامَ الزوجُ بتصويرِهَا لجذبِ المشاهدين وجمعِ الأموالِ والإعجاباتِ وهذه دياثةٌ ولا يدخلُ الجنةَ ديوثٌ  وكسبهُ حرامٌ مالٌ خبيثٌ سيسألُ عنه بينَ يدي اللهِ يومَ القيامةِ؛ لأنَّه يؤدِّي إلى نشرِ الفواحشِ  والرزائلِ ودمارِ الأسرِ، واللهُ يقولُ ((إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ  وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)) سورة النور: 19

بل ترىَ العجبَ العجابَ ترىَ ربَّ الأسرةِ وهو القدوةُ لأولادهِ  يقومُ بعملِ فيديوهاتٍ هو وزوجتُهُ لجذبِ المشاهداتِ على حسابِ دينهِ وعرضهِ، واللهِ الذي لا إلهَ إلّا هو هناك بعضُ الآباءِ تحتاجُ إلى تربيةٍ مِن جديدٍ وهذا كلُّهُ بسببِ البعدِ عن منهجِ ربِّنَا وسنةِ نبيِّنا ، واللهِ الذي لا إلهَ إلّا هو ما خربتْ الأسرُ وتفككتْ إلّا أنَّها أَعرضَتْ  عن منهجِ اللهِ وسنةِ نبيِّهَا وصدقَ ربُّنَا إذْ يقولُ:) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (126))(سورة  طه) فمَن اتبعَ منهجَ اللهِ سعدَ في دنياهُ وسعدَ في أُخراهُ، ومَن أعرضَ عن منهجِ اللهِ وعصَى مولَاهُ شقيَ في دنياهُ، وهلَكَ في أُخراهُ.

أين دورُ الإعلامِ في بناءِ الشخصيةِ المسلمةِ ؟ فالإعلامُ الهادفُ له دورٌ كبيرٌ في بناءِ شخصيةِ الإنسانِ منذُ الصغرِ أمَّا الإعلامُ  الفاضحُ الإعلامُ المضللُ الإعلامُ الذي ينشرُ الرذيلةَ في المجتمعاتِ ويضيعُ قيمَ ومبادئَ الأسرةِ في الأفلامِ والمسلسلاتِ فهو إعلامُ أبي لمعةَ الفشارِ الذي يجعلُ الجريمةَ سهلةً والمبادئَ تأخر ورجعيه، فكثرتْ الخياناتُ الزوجيةِ وكثرَ الزواجُ العرفيُّ وكثرَ القتلُ وأعمالُ البلطجةِ ولا حولَ ولا قوةَ إلّا باللهِ كم هدمتْ هذه البرامجُ والمواقعُ المخربةُ مِن أُسرٍ! وكم حطمتْ مِن كيانٍ! وكم سلختْ مِن خُلقٍ، ووارتْ مِن عفةٍ وحياءٍ!

واقعٌ مريرٌ، ولا خروجَ مِن هذا الواقعِ المريرِ الذي تحياهُ البيوتُ الآنَ إلّا إذا عادتْ البيوتُ إلى كتابِ اللهِ وسنةِ رسولهِ ﷺ، واتخذتْ البيوتُ القدوةَ الحسنةَ لأبنائِهَا وللهِ درُّ القائلِ

متى يبلغُ البنيانُ يومًا  تمامَهُ   ***   إذا كنتَ تبنيهِ وغيركُ يَهدمُ

حفظَ اللهُ مصرَ من كيدِ الكائدين، وشرِّ الفاسدين وحقدِ الحاقدين، ومكرِ الـماكرين، واعتداءِ الـمعتدين، وإرجافِ الـمُرجفين، وخيانةِ الخائنين.

                    كتب خطبة الجمعة بعنوان : مراحل بناء الشخصية في السنة النبوية

العبد الفقير إلى عفو ربه

د/ محمد حرز

 إمام بوزارة الأوقاف

 _______________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »